الأربعاء، 6 يونيو 2012




القواعد الأساسية لحفظ القرآن الكريم
القاعدة الأولى


الإخلاص

وهي أهم قاعدة في هذا الموضوع.. وذلك أن الإنسان إذا عمل عملاً لا يبتغي به وجه الله عز وجل، فإن هذا العمل يكون محبطاً.. قال الله عز وجل:
"ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك، لئن أشركت ليحبطن عملك، ولتكونن من الخاسرين"..
فإياك..إياك أن تبتغي بالقرآن جاهاً، أو وجاهة، أو ارتفاعاً فوق الناس، أو إمامة للصلاة، أو أن يشار إليك ويقال: هذا قارئ، أو تحصيل مال، أو أي عرض من أعراض الدنيا..
روى أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْنِي رِيحَهَا".

وروى الإمام مسلم والنسائي وأحمد رحمهم الله جميعاً حديثاً عن أبي هريرة رضي الله عنه يوضح فيه خطورة أن يفعل الإنسان الخير ابتغاء مرضاة الناس، وليس ابتغاء رضا الله عز وجل، فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ".
فكان من الممكن أن تسعر جهنم أول ما تسعر بقاتل أو بزانٍ أو بشارب خمر، ولكن الله عز وجل أراد أن يوضح خطورة هذا الأمر، وخطورة طلب رضا الناس على حساب رضا الله عز وجل، فجعل أول من يقضى عليهم يوم القيامة مجموعة من غير المخلصين، الذين لم يضعوا في اعتبارهم ثواب العمل ورضا الله عز وجل، بل طلبوا أعراض الدنيا فقط..
روى الحاكم – وقال صحيح – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تعلموا القرآن وسلوا الله به الجنة ، قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا ، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به ، ورجل يستأكل به ، ورجل يقرأه لله".

وكلما زاد إخلاصك كلما عظم أجرك عند الله تعالى ، وذلك كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وهو حديث جامع في أمر الإخلاص - حيث قال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".

وكلما أكثرت من النوايا الصالحة كلما عظم أجرك كذلك.. فقد ينوي الإنسان بعمل صالح واحد أكثر من نية صالحة، وهنا - في مقام حفظ القرآن الكريم - تستطيع أن تعدد النوايا الصالحة أيضاً..

فعلى سبيل المثال تستطيع أن تأخذ النوايا الآتية :ـ
1ـ نية القراءة الكثيرة للقرآن:
فالذي يحفظ القرآن يستطيع أن يقرأ القرآن بصورة أكبر عن طريق التسميع لما يحفظ، وذلك في أماكن لا يستطيع فيها أن يخرج مصحفه ويقرأ.. فمثلاً وهو يسير في الطريق، أو عند قيادة السيارة، أو ركوب المواصلات المزدحمة وهو لا يستطيع أن يخرج مصحفه، أو عند وجوده في مكان لا يتوفر فيه مصحف.. في عيادة طبيب.. في مكتب.. في سفر.. أو في أي مكان آخر.. ولا يخفي على القارئ أن الحرف من القرآن بعشر حسنات.. والثواب هائل لا يتخيله العباد
 

القاعدة الثانية
 نية قيام الليل بما تحفظ
فالإنسان قد يفتر عن القيام إذا كان في كل مرة يقرأ سوراً معينة بعينها، ولا يحفظ غيرها.. أما إذا كان حافظاً للقرآن فهو يتجول كل يوم في سورة ، ويستمتع بكتاب الله عز وجل..
3ـ نية أن تنال شرف أن تكون من حمال القرآن:
وبذلك يدافع القرآن بكامله عنك يوم القيامة، وهذا مطلب عزيز ، وهدف عظيم تبذل من أجله الأرواح والأبدان..
4ـ نية أن تلبس والداك تاجاً يوم القيامة:
روى أبو داود عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا"..
والحديث وإن كان ضعيف الإسناد إلا أنه لا شك أن ثواب الآباء الذين يحفظون أبناءهم القرآن سيكون كبيراً جداً ، وهي فرصة لتذكير الآباء باستغلال سن الأطفال الصغيرة للتحفيظ لأن ذاكرتهم أقوى بكثير من ذاكرة الكبار. وقديماً قالوا: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.

5ـ نية الوقاية من عذاب الآخرة:
روى الدرامي بسند صحيح عن أبي إمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال:
"اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْمَصَاحِفُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ"

6ـ أن تعلمه غيرك:
فأنت إذا حفظت القرآن ونقلته إلى غيرك تحفيظاً وتجويداً وتفسيراً ، كان هذا بياناً بأنك أصبحت من خير هذه الأمة.. لم أقله أنا، بل قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال فيه:
"خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
7ـ أن تكون قدوة حسنة للمسلمين ولغير المسلمين:
فنحن نريد الطبيب الملتزم الحافظ، والمهندس الملتزم الحافظ، وكذلك الفلاح الملتزم الحافظ ، والنجار الملتزم الحافظ.. فإذا أضفنا إلى الحفظ والالتزام تفوقاً في المهنة، كانت هذه دعوة متحركة.. وسيربط الناس بسهولة بين التفوق في المهنة والمهارة فيها والآداب في ممارستها، وبين الإسلام والالتزام وحفظ القرآن.. وهذه دعوة بالقدوة، لا تعدلها دعوة أخرى..

هذه بعض النوايا الطيبة في حفظ القرآن الكريم، ولا شك أن هناك نوايا صالحة أخرى في حفظ هذا الكتاب الجليل، والأمر على إطلاقه بين المسلمين..
القاعدة الثانية
العزيمة الصادقة
مهمة حفظ القرآن الكريم مهمة جليلة وكبيرة، ولن يقوى عليها إلا أولوا العزم.. وأولوا العزم يتصفون بصفة هامة واضحة وهي ببساطة: صدق العزم.. ولذلك ُسموا "بأولي العزم".. بمعنى أن يكون حريصاً على تنفيذ ما نواه والإسراع فيه قدر المستطاع.. فكل مسلم "يرغب" في حفظ القرآن الكريم، ولكن "الرغبة" وحدها لا تكفي.. لابد أن تُتبع هذه الرغبة "بإرادة" قوية لتنفيذ العمل.. استمعوا إلى قول الله عز وجل:
"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن، فأولئك كان سعيهم مشكوراً"..
فكل الناس "يرغب" في الآخرة، لكن من الصادق منهم ؟!.. الصادق هو من أراد ذلك حقيقة ، ثم تحولت إرادته إلى عزم أكيد، ثم تحول العزم إلى عمل حقيقي ملموس، وذلك كما قال الله عز وجل: "وسعى لها سعيها".. ويظل المؤمن مواظباً على هذا العمل حتى يصبح "عادة" عنده.. فلا يمر يوم من حياته، إلا وقد "تعود" أن يراجع القرآن الكريم ويحفظ القرآن الكريم ويثبت ما حفظه قبل ذلك..
هذه العزيمة هي التي تؤدي فعلاً إلى حفظ الكتاب الكريم..
روى الترمذي وابن ماجة وأحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:َ
"الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ".
قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
فالذي يتمنى على الله أن يحفظ القرآن ، ولم يعزم على ذلك عزماً أكيداُ، هو عاجز واهم لم يدرك طبيعة هذا الدين.

ولذلك - يا أخي في الله ـ ابدأ اليوم فور انتهائك من هذا الكتاب في عملية الحفظ، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ، وإياك من كلمة "سوف" ، فإن كثيراً من الأعمال الصالحة تضيع لأن أصحابها قالوا: سوف أقوم بها غداً أو بعد غد، أو بعد الانتهاء من كذا وكذا.. فابدأ اليوم أنت وأبناءك.. وكن من "أولي العزم"!!..
القاعدة الثالثة
أدرك قيمة ما تعمل

فالذي يدرك قيمة الشئ يضحي من أجله، والناس عادة يبذلون المجهود ليحصلوا على أعمال دنيوية معينة ، وذاك لإدراكهم قيمة هذه الأعمال، ووفرة العائد من ورائها..
وكذلك أعمال الآخرة.. فكلما أدركت قيمة الأجر وقيمة الثواب لفعل من الأفعال، ازددت شوقاً إليه، فالذي يعرف فضل قيام الليل تفصيلاً، ليس كالذي يعرف أنه شئ طيب وكفى، والذي يعرف فضل صلاة الجماعة معرفة دقيقة غير الذي يعرف أن صلاة الجماعة شئ طيب وكفى..وكذلك الذي يعرف فضل القرآن بالتفصيل، ليس كالذي يعرفه إجمالاً..
وإليك ـ أخي الحبيب ـ طرفاً من فضله، فوق الذي ذكرناه من قبل، وهذا ليس على سبيل الحصر، بل على سبيل المثال فقط..

• روى النسائي بإسناد حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن أهل الله وخاصته"..

• روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ".

• روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنْ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِب"ِ.
قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
• وروى الترمذي - وقال حسن صحيح - وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا"..

فإذا علمت هذه القيمة ـ أخي في الله ـ فإنك ولابد ستفرغ الوقت والمجهود والفكر لهذه المهمة ، والله عز وجل هو الموفق..
القاعدة الرابعة
العمل بما تحفظ من القرآن

وهي من أهم القواعد على الإطلاق. .وويل لمن جمع العلم ولم يعمل به!!
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "رب تالٍ للقرآن، والقرآن يلعنه"..
ولماذا يلعن القرآن قارئاً له ؟!.. ذلك لأنه يقرأ الآيات ويحفظها ثم لا يعمل بها..

يقرأ آيات الربا، ويحفظها، ويعلم أن المتعامل بالربا في حرب مع الله ورسوله ثم هو يتعامل بالربا!!.. يقرأ آيات بر الوالدين، ويحفظها، ويعلم درجة بر الوالدين، وعقوبة عقوق الوالدين، ثم هو يعق والديه!!.. فهذا يوجب له اللعنة..ونعوذ بالله من ذلك..

يعلمنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منهجاً راقياً في التعامل مع القرآن الكريم.. فهو لم يكن يحفظ شيئاً إلا وعمل به، ثم ينتقل إلى غيره وهكذا.. لقد فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن القرآن ليس كتاباً أنزل لمجرد الحفظ أو البركة.. إنما هو دستور للمسلمين، وقانون يحكم كل صغيرة وكبيرة في حياتهم..
قال تعالى: "واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون".
وقال أيضاً: "وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".

ولذلك من حفظه ولم يعمل به، فلم يفقه حقيقة هذا الكتاب وأهميته..
قال سفيان بن عيينة رحمه الله:..
"أجهل الناس من ترك ما يعلم وأعلم الناس من عمل بما يعلم وأفضل الناس أخشعهم لله".

وعلى هذا الفقه والفهم كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين..
روى الدرامي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:
"يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، يخالف عملهم علمهم ، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقاً فيباهي بعضهم بعضاً ، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله".

وكذلك كان يفعل عمار بن ياسر رضي الله عنه في موقعة اليمامة ، فكان إذا أراد أن يحمس المسلمين الحفاظ للقرآن الكريم، قام وقال لهم:
" يا أهل القرآن: زينوا القرآن بالفعال".

فليس حفظ القرآن غاية محدودة، وإنما لابد أن يتبع الحفظ بعمل..

وفوق كل ذلك، فإن العمل بما تحفظ يسهل عليك الحفظ الجديد.. وقديماً قالوا: "من عمل بما يعلم، أورثه الله علم ما لم يعلم".

فالعمل بما تحفظ ، طريق لحفظ الجديد من القرآن..
القاعدة الخامسة
ترك الذنوب

القلب الذي أشرب حب المعاصي لا يمكن أن يعي القرآن.. وكلما أذنب العبد ذنباً كلما تأثر قلبه، وكلما تأثر قلبه ضعفت قدرته على حفظ هذا الكتاب الطاهر..

روىَ الترمذي وأحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".
قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وليست الذنوب الواضحة فقط ، بل أمرنا الله عز وجل باجتناب الشبهات.. روى البخاري ومسلم عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ".

وقد فقه ذلك الشافعي رحمه الله في درس عملي أعطاه إليه معلمه ومدرسه "وكيع" رحمه الله.. وذلك أن الشافعي رحمه الله كان مشهوراً بالذاكرة القوية العجيبة، وكان يحفظ الشئ بمجرد النظر إليه، ثم اكتشف في يوم أنه لا يجيد الحفظ كما اعتاد، فذهب إلى أستاذه "وكيع" رحمه الله، واشتكى إليه سوء حفظه، فقال له وكيع رحمه الله: إن ذلك يرجع إلى أنك ارتكبت ذنباً من الذنوب ، فأثر على قوة حفظك، فراجع الشافعي نفسه ، فوجد أنه قد وقع بصره ذات مرة على ساق امرأة رفع الهواء ثوبها.. فاعتبر أن هذا هو الذنب الذي أثر على حفظه.. فنظم هذه الأبيات الرائعة والتي تفيض بالفقه والحكمة..
قال الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفـظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقـال لي: إن العلــم نـورٌ ونور الله لا يهدي لعاصي

وسبحان الله!!.. إذا كان هذا هو الذنب الذي أثر على حفظ الشافعي، فلعلنا ندرك الآن لماذا يصعب علينا الحفظ أحياناً!!..

وما أفقه التابعي الجليل الضحاك بن مزاحم رحمه الله عندما قال فيما رواه أبو عبيد رحمه الله:
"ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه، لأن الله يقول: "وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم" ، ونسيان القرآن من أعظم المصائب!!"..
القاعدة السادسة
الدعاء

وسيلة لا تخيب أبداً.. الدعاء إلى الله عز وجل بإخلاص وصدق..
اسأل الله عز وجل أن يمن عليك بحفظ القرآن الكريم، وأن يجعل نيتك خالصة له سبحانه، وأن ييسر لك العمل به..

واحرص يا أخي على تخير الأوقات الشريفة للدعاء، والتي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء فيها، كوقت السحر، وبعد ختام الصلاة، وفي العشر الأواخر من رمضان ، وبالذات في الليالي الفردية ، وأثناء المطر، وأثناء السفر ، وغير ذلك من الأوقات الشريفة..

ويجدر هنا الإشارة أنه ليس هناك دعاء مخصوص لحفظ القرآن، وليس هناك صلاة معينة تعين على الحفظ، وكل ما ورد في ذلك لا أصل له، وإنما تدعو الله بما فتح عليك.. واسأل الله الإجابة..
القاعدة السابعة
الفهم الصحيح

لا شك أن الذي يفقه معاني الآيات التي يحفظها سيكون الحفظ عليه أيسر.. وبالذات عند حفظ السور التي تحتوي على قصص كثير، أو على آيات لها أسباب نزول معروفة، وكذلك الآيات التي تحوي أحكاماً فقهية، كالوضوء وكفارة اليمين وكفارة الظهار والصيام ودية القتل الخطأ وغير ذلك من الأحكام..

والذي ينوي أن يحفظ القرآن الكريم كاملاً عليه أن يستعين بكتاب مبسط للتفسير ، حتى يساعده على فقه المعاني بسرعة ودون إسهاب.
وكمثال لما يمكن الاستعانة به:ـ
• مختصر ابن كثير
• مختصر الطبري
• تفسير السعدي
• تفسير محمد فريد وجدي
• تفسير الجلالين للسيوطي
• أو غير ذلك من التفاسير المختصرة..

أما إذا أردت التوسع في تفسير آية أو سورة فلتعد إلى كتب التفسير الكاملة ومن أشهرها:ـ
• تفسير ابن كثير
• تفسير القرطبي
• تفسير الظلال لسيد قطب
• الأساس في التفسير لسعيد حوى
• أو غير ذلك من كتب التفسير الكثيرة..

وأعود وأكرر أن هذا الكتاب الجليل دستور لحياتنا ، ومن ثم فمعرفة التفسير الصحيح للآيات أمر حتمي لمن أراد أن يعمل بها. ولئن تحفظ آية واحدة بتفسيرها خير لك من حفظ عشر آيات لا تفقه معناها..
القاعدة الثامنة
التجويد المتقن

وتجويد القرآن أمر هام جداً لمن يقرأه.. وليس كل عارف باللغة العربية يستطيع قراءة القرآن قراءة صحيحة.. فقراءة القرآن لها قواعد معينة خاصة جداً ، لا تُطبق إلا مع كتاب الله عز وجل.. والله عز وجل يريد منا أن نقرأ القرآن كما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قرأه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعه من جبريل عليه السلام، وقرأه الصحابة كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما زال هذا العلم العظيم يُتوارث من جيل إلى جيل حتى وصل إلينا، وسيبقى محفوظاً ـ إن شاء الله ـ إلى يوم القيامة..

وتجويد القرآن يعين على حفظه، فالجرس الخاص جداً للقرآن الكريم يثبته في القلب، وعلى المسلم الراغب في حفظ القرآن أن يتعلم هذه القواعد حتماً وبسرعة، وذلك لأنه من الصعب عليه جداً تغيير ما حفظ من القرآن بعد أن أتم حفظه، فلو حفظ بقواعد تجويد خاطئة لاستمر حفظه على هذه الصورة..

وحفظ القرآن بالتجويد المتقن له أجر عظيم من الله عز وجل، ولابد أن يبذل المتعلم للقرآن الجهد والوقت لتعلم قواعد التجويد..حتى وإن كان هذا الأمر شاقاً عليه جداً.. فكل محاولة للتعلم تزيد في أجر المؤمن.. استمع إلى ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ".
ولفظ البخاري: "وهو حافظ له"..
وقال النووي رحمه الله: الماهر بالقرآن أي الحاذق الكامل الحفظ، والسفرة هم الرسل، إما من الملائكة وإما من البشر ، وكلاهما عظيم..

ولابد من الإشارة أن تعلم قواعد التجويد لابد أن تكون عن طريق التلقي من حافظ متقن لقواعد التلاوة والتجويد، ومن المستحيل الاكتفاء في تعلمها بالكتب أو أشرطة الكاسيت.. ولكن لابد من السماع من معلم أولاً، ثم بعد ذلك يمكن الاستعانة بأشرطة الكاسيت ، وبأقراص الكمبيوتر المُعلمة ، وبسماع القرآن الكريم ، وبكتب التجويد ، وغيرها من وسائل التعليم..

وهنا يجدر بنا أن نذكر الآباء أن ينفقوا الوقت والمال في إحضار معلمين لأولادهم يحفظونهم القرآن الكريم في طفولتهم، ويستغلون هذه الفترة العظيمة في حياة الأطفال حيث الذاكرة القوية، والذهن المتفتح، كما أنه لا يخفى على الآباء المسلمين الفائدة التربوية العظيمة لتربية الطفل على حفظ كتاب الله عز وجل..
القاعدة التاسعة
التلاوة المستمرة

اجتهد أن تختم القرآن على الأقل مرة واحدة كل شهر.. وإن استطعت أن تختم في أقل من ذلك فهذا أفضل.. وكان معظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يختمون القرآن في أسبوع!!.. وكان بعضهم يختم القرآن في ثلاثة أيام!!..

ولا يخفي على عاقل أن كثرة التلاوة تعود على صاحبها بالأجر الجزيل العميم.. وفي ذات الوقت فهي تثبت الحفظ كثيراً.. حتى عندما تقرأ الآيات والسور التي لم تحفظها بعد ، فإن ذلك يجعلها قريبة إلى الذهن، فإذا جئت لحفظها بعد ذلك فإن هذا يكون ـ ولا شك ـ أيسر..

إن متابعة القراءة كثيراً ينقل السور المحفوظة من "الذاكرة القصيرة" إلى "الذاكرة الطويلة".. ومن خصائص الذاكرة القصيرة أنها تحفظ بسرعة، ولكنها تنسى أيضاً بسرعة، أما الذاكرة الطويلة فإنها تحتاج إلى وقت طويل حتى تدخل المعلومة فيها، ولكنها في نفس الوقت تحتفظ بالمعلومات لمدد أطول.. ومن المعروف أن من الطرق الهامة لإدخال المعلومات في الذاكرة الطويلة طريقة "التكرار".. فكثرة القراءة تثبت الحفظ، ولا شك في ذلك.
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نُسِّيَ ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ".
وكذلك روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ ، وَإِذَا قَامَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ذَكَرَهُ وَإِذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ نَسِيَهُ".

ومثل القراءة ـ ولكن بدرجة أقل ـ يكون السماع.. فمتابعة سماع القرآن الكريم تساعد على إدخال الآيات في الذاكرة الطويلة.. فاحرص ـ أخي الحبيب ـ على متابعة السماع للآيات الكريمة في سيارتك ، أو في أتوبيس العمل أو الميكروباس أو التاكسي عن طريق شريط تحمله معك، وهذا في نفس الوقت وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله، وسوف تأخذ ثواباً عظيماً على كل أذن سمعت الآيات الكريمة..

واحرص أن تحمل معك شريط الكاسيت الذي به الآيات التي تحفظها ، وذلك لتكرر سماعه مما يؤدي إلى ازدياد قوة الحفظ.

كما أنصح بسماع إذاعة القرآن الكريم بصفة مكثفة، فغير ما تحوي من آيات للقرآن الكريم فإنها تحوي خيراً كثيراً كثيراً..

ولمعرفة أهمية السماع في تثبيت الحفظ، إليك هذا الحديث اللطيف الذي يشير إلى أهمية السماع في الحفظ، حتى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم!!..
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
"سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا".

القاعدة العاشرة
الصلاة الخاشعة بما تحفظه

متابعة قراءة ما تحفظ في صلواتك تثبت الحفظ جداً.. اقرأ في صلواتك ما حفظته حديثاً، وراجع بعض الآيات التي حفظتها من قبل..

وقد يقول قائل أن هذا لا يتيسر له لأنه يصلي الصلوات بالمسجد، ولا يقرأ شيئاً ، بل يستمع إلى الإمام.. فأقول له: بارك الله فيك.. إن ما تفعل هو ما نريده لكل مسلم.. وهو أن يحافظ على الصلوات في المكان الذي ينادي فيه للصلاة.. أي في المسجد.. وليس من المعقول أن يهتم المسلم بحفظ القرآن الكريم، ويترك ما هو أولى من حفظ القرآن الكريم وهو الصلاة الجماعية بالمسجد.. ولكن هناك حل عظيم لهذا الأمر!!..فإن هناك صلاة لو واظبت عليها فإن ستساعدك جداً في تثبيت الحفظ، وفي ذات الوقت فثوابها عظيم، وأجرها كبير.. تلك هي صلاة "قيام الليل"..

في صلاة قيام الليل تكون عندك الفرصة لمراجعة ما تشاء من آيات الله عز وجل، وأنت تقف وحيداً بين يدي ربك في جوف الليل.. ما أعظمه من عمل!!..وما أسرعه من طريق للجنة!!..

وتستطيع ـ أخي في الله ـ أن تمسك في يدك مصحفاً ليذكرك بما نسيت في قيام الليل..
وتستطيع أيضاً أن تصلي بالسورة التي تحفظها في ركعتين، ثم تعيد قراءتها في الركعتين التاليتين لتثبيت الحفظ..
وكذلك تستطيع أن تصلي قيام الليل بعد صلاة العشاء مباشرة، أو في منتصف الليل، أو قبل الفجر وذلك أفضل.. وعلى كلٍ، فأي قيام لليل في أي وقت، وبأي قدر، فهو عمل جليل وثواب عظيم، نسأل الله عز وجل أن يهينا هذه النعمة الغالية..
روى أبو داود عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالت:
"لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُهُ وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا".

وإياك – أخي في الله – أن تترك قيام الليل بعد أن تتم حفظ القرآن الكريم ، واستمع إلى نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري ومسلم عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ".
تذكر!!
القواعد الأساسية لحفظ القرآن الكريم

1. أخلص عملك لله ، وأكثر من النوايا الصالحة.
2. اعقد العزم ، وابدأ اليوم أنت وزوجتك وأبناؤك وإخوانك ، وإياك وكلمة "سوف".
3. أدرك قيمة ما تنوي أن تفعل.
4. اعمل بما تحفظ ، وإياك أن يخالف علمك عملك.
5. اترك الذنوب ، واستغفر الله عما سبق ، واعزم على ألا تعود إليها.
6. ادع الله بإخلاص أن ييسر لك النية الصادقة ، والحفظ الصحيح ، والعمل الصالح.
7. استعن دائماً بكتب التفسير حتى تفهم القرآن الكريم.
8. تعلم التجويد بإتقان ، وبسرعة.
9. اجتهد أن تختم تلاوة القرآن كاملاً في شهر أو أقل.
10. احرص على الصلاة بما تحفظ ، وبالذات في صلاة قيام الليل.

القواعد المساعدة لحفظ القرآن الكريم

هذه القواعد أيضاً هامة جداً في حفظ القرآن الكريم، ولكنها ليست أبداً بديلاً عن القواعد الأساسية.. وأنا أعلم أن كثيراً من الراغبين في حفظ القرآن الكريم كانوا يتوقعون بعض هذه القواعد المساعدة أن تكون هي الأساس في الحفظ.. ولكن أبداً والله.. فإنك مهما أعددت العدة وجهزت نفسك بهذه القواعد المساعدة ، وبغيرها من القواعد ، ولكن دون الاهتمام بالعشر قواعد الأساسية ، فإنك لن تستطيع حفظ القرآن الكريم.. ولو حفظته فإنه قد يكون حجة عليك لا لك.. وإلا فكيف تكون من حفظة القرآن الكريم وأنت لست مخلصاً لله عز وجل، أو لا تعمل به، أو مرتكباً للذنوب والمعاصي ولم تنهك آيات القرآن عن فعلها..

فخلاصة القول أنك إن أعجبتك هذه القواعد المساعدة، فلا تنس أبداً القواعد الأساسية فإنها ـ بإذن الله ـ خير معين لك على الحفظ..
القاعدة الأولى
الخطة الواضحة

كل عمل ناجح في الحياة يحتاج إلى خطة.. والخطة لابد لها من هدف واضح، وهو هنا حفظ القرآن الكريم كاملاً.. فلو بدأت الحفظ دون أن تنوي هذا الأمر فإنك لا تدري هل نجحت أم فشلت في خطتك.. والخطة أيضاً تحتاج معرفة الإمكانيات المتاحة.. والإمكانيات المتاحة في هذا المقام تختلف ممن شخص إلى آخر ، ولابد أن تؤخذ في الاعتبار.. فهذا الشخص يتصف بقوة الذاكرة وسرعة الحفظ ، وهذا شخص على خلاف ذلك تماماً، وهذا شخص له ظروف في عمله تتيح له وقتاً طويلاً نسبياً دون عمل، وهذا شخص آخر لا يتسع وقته إلا للقليل جداً من الأعمال، وهذا شخص يعمل في مجال الدعوة والخطابة فهو إلى حفظ القرآن أحوج، وهذا شخص لا يعمل في هذا المجال فليست حاجته كالأول ، وهكذا..
وعلى حسب هذه الظروف تختلف الخطة.. وكل إنسان أدرى بظروف حياته..

شئ هام آخر في الخطة وهو البعد الزمني فيها.. إذا كنت تريد أن تتم حفظ القرآن كله فلابد أن تحدد توقيتاً لهذا الأمر.. هل تريد أن تحفظه في ثلاث سنوات ، أو في خمس سنوات ، أو في عشر سنوات ، أو في أكثر ، أو في أقل؟ لابد أن تحدد فترة زمنية معينة، وتحدد أيضاً برنامجاً مرحلياً واضحاً لهذا الحفظ.. فماذا ستحفظ في العام الأول؟ وماذا ستحفظ في العام الثاني؟ وهكذا..

وفي رأيي ـ ومجال الاجتهاد في هذه النقطة واسع جداً ـ أن تجتهد في إتمام حفظ القرآن الكريم في خمسة أعوام.. هذا إن كنت تبدأ من الصفر.. أي أنك لا تملك حصيلة قرآنية إلا النذر اليسير.. أما إذا كنت حافظاً لنصف القرآن ، أو ربع القرآن ، أو غير ذلك ، فإن الفترة ستنقص بنفس النسبة..

ولماذا خمس سنوات بالذات؟!
لقد قمت بحسبة بسيطة بناءاً على تجربة شخصية، وأيضاً على استطلاع قمت به وسط مجموعة من الحافظين للقرآن ، أو لنصف القرآن ، أو نحو ذلك.. وقد استطلعت فيه المتوسط من القرآن الذي يستطيع الحافظ أن يحفظه في فترة زمنية معينة..
وقد خلصت إلى أن المتوسط المعقول هو حفظ ربع واحد في الأسبوع.. بالطبع هناك من يستطيع حفظ أكثر من ذلك، كما أن هناك من لا يستطيع أن يحفظ هذه الكمية في الأسبوع، ولكن هذا متوسط..

ومعلوم أن الجزء من القرآن ينقسم إلى ثمانية أرباع، أي أنك تحتاج في هذه الخطة إلى ثمانية أسابيع لحفظ جزء واحد من القرآن الكريم.. وبالتالي فإنك تحتاج إلى ثمانية وأربعين أسبوعاً لحفظ ستة أجزاء من القرآن (ثمانية وأربعين ربعاً) وهذا يمثل خمس القرآن، لأن القرآن ثلاثون جزءاً..

ومن المعلوم أيضاً أن السنة اثنان وخمسون أسبوعاً.. فسيتبقى إذن في السنة أربعة أسابيع، وأنا أقترح أن تجعلها للمراجعة، فتراجع فيها ما حفظته من قرآن في هذه السنة، أي تراجع خمس القرآن، وأنا أقترح أيضاً أن تجعل شهر المراجعة هذا هو شهر رمضان، حيث يستطيع معظم المسلمين أن يفرغوا أوقاتاً كافية لقراءة القرآن ، ومراجعة المحفوظ منه، كما أنه يتيسر لك فيه كثيراً أن تصلي قبل الفجر صلاة قيام الليل أو التهجد فتراجع ما تشاء، ثم إنك تستمع إلى القرآن كاملاً من الإمام في صلاة التراويح، وتعود إلى الاستماع إليه في صلاة التهجد في العشر الأواخر.. ولو أنعم الله عليك بسُنة الاعتكاف كانت هذه فرصة أعظم للمراجعة..

إذن أنت في هذه الخطة تكون قد حفظت خمس القرآن في سنة، وبالتالي فإنك تحفظ القرآن كاملاً في خمس سنوات..

وقد يتكاسل مسلم ويقول: كنت أظن أن المهمة أسهل وأسرع من ذلك.. هل سأنتظر خمس سنوات كاملة لأحفظ القرآن؟! إن هذا أمد بعيد!!..
وسبحان الله!!.. أقول له: يا أخي الفاضل: كم خمس سنوات مرت عليك الآن دون أن تحفظ فيها شيئاً؟!.. إننا نتذكر جميعاً ما حدث في السنوات الخمس الماضية.. إنها كانت قريبة جداً.. ولو تذكرت ما حدث منذ خمس سنوات لاعتقدت أنه قد حدث بالأمس، فالوقت يمر سريعاً.. في كل الأحوال الوقت يمر سريعاً.. فإما أن تستفيد منه، وإما أن تقصر فيه، وهو في النهاية يمر..

ثم إن هذه الخطة الخمسية لمن لا يحفظ أي شئ من القرآن الكريم، ولكن إن كنت حافظاً لخمسة أجزاء مثلاً ، فأنت تحتاج إلى أربعة سنوات فقط، وإذا كنت تحفظ عشرة أجزاء فأنت تحتاج إلى ثلاث سنوات فقط.. وهكذا..

ولا تنس أن أحلام الأمس هي واقع اليوم..
وإن شاء الله.. ستكون أحلام اليوم واقعاً غداً!!..
القاعدة الثانية
ارتبط بمجموعة

كثيراُ ما يتحمس المرء جداً لعمل ما، ويشرع فيه بالفعل، ويكون صادقاً في نيته، عازماً على إتمام هذا الأمر.. ثم ـ سبحان الله! ـ بعد مرور قليل أو كثير من الوقت تفتر الهمة، وتضعف الحماسة، ويتباطأ العمل، ثم يتوقف في النهاية..
ماذا حدث ؟! إنه الشيطان!!..

الشيطان يتسلل بالتدريج إلى نفس المؤمن ليبعده عن كل خير.. يضع أمامه العراقيل، ويضخم أمامه المشكلات، فيتكاسل المؤمن عن أعمال كان في أشد الحماسة إليها من قبل..

ومن أفضل الطرق لحرب الشيطان في هذا المضمار، أن ترتبط بواحد أو أكثر من الأصدقاء والأخوة والمعارف ، وذلك للتعاون على حفظ القرآن الكريم..
قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"..

فإذا حدث لك فتور ـ وهذا حتماً سيحدث ـ فإن أخاك يذكرك، وإن حدث لأخيك فتور ـ وهذا أيضاً حتماً سيحدث ـ فإنك تذكره.. وهكذا يحدث التعاون على البر والتقوى.. وتهزموا الشيطان جميعاً..
روى الإمام الترمذي رحمه الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ وقال حديث حسن صحيح ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد"..

وإذا وجدت في نفسك همة عالية للحفظ، ووقتاً وفراغاً كافياً، ارتبط بأكثر من واحد أو أكثر من مجموعة.. احفظ مع واحد أو مجموعة سورة البقرة، ومع واحد آخر سورة الأعراف، وهكذا.. وإن كنت في ذات الوقت أنصح بعدم إرهاق النفس بالحفظ الكثير، لأنه قد يؤدي إلى ملل وفتور، وقد يؤدي إلى توقف كامل عن الحفظ.. وقليل دائم خير من كثير منقطع..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال فيما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ".

القاعدة الثالثة
احمل مصحفاً صغيراً في جيبك

حمل مصحف في الجيب يساعد كثيراً على إتمام الحفظ، وأنا أعلم حفاظاً حفظوا أكثر من ثمانين بالمائة من القرآن من مصحفهم الصغير في أماكن متفرقة، وأوقات متعددة!!.. ولم يكن الجلوس خصيصاً للحفظ هو الأصل عندهم.. ذلك لأن الإنسان بصفة عامة يرتبط طوال اليوم بأكثر من ميعاد.. وينتقل بين هذا الميعاد وذاك الميعاد.. وقد يجد أوقاتاً قصيرة ولكنها كثيرة يستطيع أن يستغلها في الحفظ، ولكنه قد لا يجد مصحفاً يحفظ منه، وهنا يبرز دور مصحف الجيب..
على سبيل المثال إذا كنت تنتقل بالمواصلات العامة من مكان إلى مكان فهذه ربع ساعة ، أو نصف ساعة ، وأحياناً ساعة يومياً ، تستطيع أن تستغلها في حفظ القرآن الكريم، وعلى سبيل المثال أيضاً تستطيع أن تراجع ما تحفظ وأنت تسير في الشارع.. فتقوم بتسميع ما حفظته في الأسبوع الماضي والذي قبله.. تقرأ مرة والثانية والثالثة.. فهذا يثبت الحفظ ويعظم الأجر.. فإن وقفت عند آية، أخرجت مصحفك ، وراجعت أول الآية ، ثم أكملت التسميع.. وكذلك إذا كنت منتظراً في مكان ما.. في مكتب.. في طابور.. في فترة راحة بين المحاضرات في الجامعة أو المدرسة.. في الفترة بين الأذان والإقامة في المسجد.. استغل كل هذه الفترات في حفظ ولو آية واحدة.. وآية مع آية تمثل ربعاً.. والربع مع الربع يمثل القرآن كاملاً إن شاء الله..
القاعدة الرابعة
استمع جيداً إلى إمام الصلاة

من المؤكد أن المسلم الحريص على حفظ القرآن، حريص ـ من باب أولى ـ على صلاة الجماعة بالمسجد.. ونصيحتي لك أن تختار مسجداً يؤم الصلاة فيه إمام حافظ متقن لقاعد التجويد، وبالذات لو كان حسن الصوت فاهماً لما يقرأ.. فالإمام الحافظ سينتقل بك بين صفحات القرآن المختلفة ، فتراجع معه ما حفظته بالأمس ، وما حفظته في الشهر السابق ، وفي السنة السابقة.. وتسمع منه الآيات التي لم تحفظها بعد، فيسهل عليك حفظها..
فحاول ـ أخي في الله ـ أن تتدبر جيداً فيما يقرأه الإمام في الصلوات الجهرية: الصبح والمغرب والعشاء، وإذا سمعت آية لا تفقه معناها، فلا تنس عند عودتك إلى البيت أن تخرج كتاب التفسير وتقرأ تفسيرها ، فهذا يثبت الحفظ جداً ، فوق إنك تستفيد تفسير الآية والعمل بها..
وإذا سمعت آية وشككت في صحة تلاوتها، فلا تتردد أن تراجع الآية بعد الصلاة وأنت في المسجد ، حتى تتثبت ممن صحة الآية وترتيب الكلمات والحروف.. وبهذا فإنك فوق تثبيت الآية ، والاستفادة من تدبر معانيها ، فإنك تكون قد حققت بند الخشوع في الصلاة ، وعظمت الأجر المتحصل منها جداً ، لأنك عقلت ما فيها..
روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ عَمَّار بن ياسر رضي الله عنه صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِث:ِ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ خَفَّفْتَهُمَا قَال:َ هَلْ نَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ خَفَّفْتَهُمَا قَال:َ إِنِّي بَادَرْتُ بِهِمَا السَّهْوَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا عُشْرُهَا وَتُسْعُهَا أَوْ ثُمُنُهَا أَوْ سُبُعُهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِ الْعَدَد".ِ
القاعدة الخامسة
ابدأ بالأجزاء السهلة

ليس من الضروري أن تحفظ القرآن بترتيب المصحف.. وبالذات في البداية.. بل إنني أفضل أن تبدأ بالأجزاء السهلة من القرآن الكريم ، وذلك حتى تحفظها بسرعة، وتُكوﱢن حصيلة جيدة من القرآن مبكراً.. وهذا - ولا شك - سيدفعك دفعة كبيرة إلى الأمام.. لأن حماسك للحفظ وأنت تحمل في صدرك خمس القرآن غير حماسك وأنت تحمل نصف القرآن ، غير حماسك وأنت لا تحمل من القرآن شيئاً..

والسهولة في أجزاء القرآن نسبية.. فقد تكون هناك سورة سهلة جداً بالنسبة لي ، ولكنها صعبة عليك.. والعكس أيضاً صحيح.. فكثير من السور التي أستصعبها قد تكون سهلة عليك.. ومع ذلك فإن هناك سوراً أجمع معظم الحفاظ على سهولتها، ولذلك أنصح بأن تبدأ بها.. وهي على العموم السور التي تسمع كثيراً في الصلوات، والسور التي تحتوي على قصص كثير..

فعلى سبيل المثال تستطيع أن تبدأ بما يلي:ـ
1ـ الجزء الثلاثون..
2ـ الجزء التاسع والعشرون..
3ـ سورة البقرة..
4ـ سورة آل عمران..
وكثير من الناس يرهب حفظ هاتين السورتين لكبر حجمهما، ولكن على العكس من ذلك تماماً:
• فأولاً هناك الكثير من الآيات المسموعة بكثرة في كلتا السور تين، وكثيراً ما يقرأ بها الأئمة في الصلاة.
• ثانياً هما يحتويان على قصص كثير، وأسباب نزول متعددة ، والذي يعرف القصة يستطيع أن يحفظ الآيات الخاصة بالقصة بسهولة.. فسورة البقرة تتحدث عن مواقف بني إسرائيل مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تتحدث عن كثير من الأحكام المشهورة كأحكام الصيام والحج والدين والإنفاق والربا، وفيها آية الكرسي وخواتيم البقرة وقصة طالوت ، وكل هذا يعلمه معظم المسلمين، أما سورة آل عمران فهي تتحدث عن شبهات أهل الكتاب عن الإسلام والرد عليها، ثم تتحدث عن غزوة أحد.. وهي أيضاً سورة مشهورة في الصلوات الجهرية..
• وفوق هذا فسورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة..
5ـ سورة يوسف..
6ـ الجزء السابع والعشرون..
7ـ سورة يس..
8ـ سورة القصص..
9ـ سورة الأنفال..
10ـ سورة الأحزاب..
11ـ سورة لقمان..
12ـ سورة ص..

كما تستطيع أن تبدأ بحفظ السور التي لها فضل خاص، أو هناك ترغيب خاص في قراءتها، فإن ذلك ييسر لك قراءتها دون الحاجة لوجود المصحف ، أو الجلوس خصيصاً للتلاوة..
فعلى سبيل المثال:ـ
1ـ سورة الكهف :
روى الحاكم – وقال صحيح – وكذلك البيهقي والدارمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة ، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضئ به يوم القيامة ، وغفر له ما بين الجمعتين".

2ـ سورة الملك :
روى الترمذي – وقال حديث حسن – وكذلك أبو داود وأحمد وابن ماجة والحاكم – وقال صحيح - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ".ٌ

3ـ سورة السجدة وسورة الإنسان:
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ".

4_ سورة الجمعة وسورة المنافقين:
روى مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ"

5_ سورة ق :
روى الإمام مسلم عَنْ أم هشام بِنْت حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ:
"مَا حَفِظْتُ ق إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ ، قَالَتْ: وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا".

ويجدر الإشارة هنا أن الأحاديث التي وردت في فضل سورة الواقعة ضعيفة جداً أو موضوعة على الرغم من انتشارها بين الناس.

كما أنصح بعدم البدء بحفظ السور التالية لصعوبتها نسبياً :ـ
1ـ سورة يونس..
2ـ سورة فاطر..
3ـ الجزء الثامن والعشرون..
4ـ سورة النساء..
5ـ سورة النحل..
6ـ سورة العنكبوت..
7ـ سورة الزمر..

وأعود وأكرر أنه ليست هذه الاختيارات على إطلاقها، فالسهل على إنسان صعب على غيره..
والموفق ما وفقه الله عز وجل..
القاعدة السادسة
حافظ على رسم واحد لمصحف

تكتب المصاحف في مطابع مختلفة.. وبخطوط متعددة في الشكل والحجم.. ومن ثم فهناك مثلاً مصاحف تحتوي فيها الصفحة الواحدة على اثني عشر سطراً، وهناك مصاحف تحتوي على أربعة عشر سطراً، وأخرى تحتوي على خمسة عشر سطراً، وغير ذلك من المصاحف.. وكذلك فهذا السطر من هذا المصحف يبدأ بكلمة كذا من الآية، وهذا السطر نفسه في مصحف آخر يبدأ بكلمة أخرى من آية أخرى في سورة أخرى..
والإنسان يحفظ باستخدام حواس معينة تدخل المعلومة إلى الذهن.. وكلما أدخلت المعلومة باستخدام حواس أكثر، كلما ازدادت قوة الحفظ..
والنظر أحد الحواس الهامة في الحفظ، ولذلك لزم أن تثبت الشكل الذي تحفظه منه حتى يعتاد النظر عليه ، فحافظ على رسم واحد للمصحف الذي تحفظ منه أو تقرأ فيه.. وحاول أن تشتري عدداً كبيراً من المصاحف التي لها نفس الرسم وبأحجام مختلفة.. فهذا مصحف في البيت، وهذا مصحف في العمل، وهذا مصحف في السيارة ، وهذا مصحف في الجيب، وهذا مصحف عند الوالد ، وهذا مصحف في المسجد، وهكذا كلما ذهبت إلى مكان قرأت من نفس المصحف فينطبع شكل الصفحة في ذهنك ، وبذلك تستغل نعمة النظر في الحفظ..
وأنصح باستخدام مصحف المدينة المنورة في الحفظ، وذلك لمن لم يبدأ بعد في الحفظ في مصحف آخر، وترجع أهمية هذا المصحف إلى ما يلي:..
• أولاً: هو أكثر المصاحف شيوعاً الآن، وبكل الأحجام وفي كل الأماكن فسيسهل عليك جداً أن تجده حتى تراجع فيه ما تحفظ..
• ثانياً: الكتابة فيه واضحة جداً، والخطوط سهلة القراءة.
• ثالثاً: يتميز هذا المصحف بحسن الترتيب، فليست هناك آية ـ في أغلب المصحف ـ مقسومة على صفحتين، بل تنتهي الصفحة غالباً بآخر الآية، وهذا ـ ولا شك ـ يعين على حفظ الآية..

وبمناسبة الكلام على الحواس، فإننا نستطيع أن نلخص الحواس المستخدمة في الحفظ كالأتي:
1ـ حاسة النظر: بالنظر في مصحف واحد أثناء الحفظ، والنظر في المصحف عبادة..
2ـ حاسة السمع: بأن تقرأ بصوت مرتفع نسبياً ـ إلا إذا كنت في مسجد ـ وذلك حتى تدخل المعلومة إلى الذهن مسموعة..
3ـ حاسة الكتابة: أن تكتب الآيات التي صعب عليك جداً أن تحفظها..وأن تعيد هذه الكتابة مرة والثانية والثالثة..
القاعدة السابعة
لا تتجاوز مقرر الحفظ قبل إتقانه

قد تأخذك الحمية والحماسة لإتمام حفظ القرآن الكريم فتنتقل من ربع إلى ربع ، ومن سورة إلى سورة بسرعة ، ودون إتقان للحفظ..
والقاعدة تقول:
ما لم يبذل جهداً في حفظه، فلا يبقى في الذاكرة إلا قليلاً..
ولذلك لا تنتقل من آية إلى آية، أو من ربع إلى ربع، إلا بعد أن تطمئن تماماً أنك قد أتقنت حفظ المقرر السابق، حتى لا يصبح الوقت الذي أنفقته في الحفظ أكبر من الفائدة الفعلية المتحققة..
القاعدة الثامنة
اجعل السورة وحدة واحدة

في السور الكبيرة عادة ما نقسم السورة إلى مقاطع صغيرة حتى يسهل حفظها، فأنت تحفظ اليوم آيتين، وغداً آيتين ، والأسبوع القادم تحفظ ربعاً وهكذا.. فيكتمل حفظ السورة في شهر أو شهرين أو أكثر أو أقل..
وفي هذه القاعدة أحب أن أشير إلى أهمية ربط أول السورة بآخرها بعد إتمام حفظها، وذلك حتى تصبح وحدة واحدة في الذاكرة.. بمعنى أنك يجب أن تقوم بتسميع السورة كاملة أكثر من مرة حتى تطمئن أنها أصبحت كيان واحد مترابط في الذاكرة..

والذي يحدث مع كثير من الحفاظ الذين لا يقومون بهذه الخطوة الهامة، أنه يستمر في التسميع جيداً طالما هو في داخل المقطع الذي حفظه كاملاً ، فإذا انتقل إلى مقطع آخر في نفس السورة، فإنه قد يقف ولا يتذكر.. فإذا ذكره أحد بأول المقطع، انطلق يرتل هذا المقطع، ثم يقف عند أول المقطع التالي، وهكذا.. وهذا ما نريد أن نتجنبه في هذه القاعدة ، حتى نضمن سلاسة القراءة وقوة الحفظ، وبالذات للحفاظ الذين يقومون بإمامة الصلاة، خاصة في الصلوات الطويلة كصلاة الفجر وصلاة التراويح وصلاة التهجد..
القاعدة التاسعة
اعتني بالمتشابهات

هناك الكثير من الآيات المتشابهة في القرآن الكريم.. قد تختلف الآية في سورة عن شبيهتها في سورة أخرى في كلمة واحدة ، أو حتى في حرف واحد.. وقد تتطابق الآية تماماً مع آية أخرى في سورة أخرى.. والأمر في بدايته قد يكون سهلاً، ولكن عند تراكم حصيلة الحفظ ، فإنه قد يكون صعباً على الحافظ أن يتقن الحفظ دون ملاحظة الفروق بين المتشابهات..

وهنا في هذه القاعدة ننبه على أنك إذا حفظت آية من آيات القرآن، وشعرت أنك قد حفظت قبلها آية مشابهة في أسبوع سابق، أو حتى في سنة سابقة ، فابحث عن الآية الأخرى، ثم قارن الآيتين بدقة، واحسب الفروق بينهما.. ويا حبذا لو ذهبت إلى كتب التفسير لتنظر السبب وراء هذا الاختلاف الطفيف بين الآيات.. وأحياناً يكون السبب واضحاً ومبيناً في كتب التفسير.. وأحياناً لا تظهر لنا الحكمة من وراء الاختلاف، وعلى كل حال ستستفيد من المقارنة ، وتستفيد من التفسير..
أمثلة على التشابه:
المثال الأول:
قال الله تعالى في سورة الأنعام:
"ولا تقتلوا أولادكم من إملاق، نحن نرزقكم وإياهم"..
وقال في سورة الإسراء:
"ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم"..
فالفروق بين الآيتين ثلاثة:
1ـ "خشية" بدلاً من "من"..
2ـ "نرزقهم" بدلاً من "نرزقكم"..
3ـ "إياكم" بدلاً من "إياهم"..
فإن رجعت إلى تفسير الآيات وجدت تبريراً واضحاً لطيفاً لهذه الاختلاف:
ففي الآية الأولى في سورة الأنعام يقول الله عز وجل ولا تقتلوا أولادكم "من" إملاق..أي أنكم الآن في حالة فقر فعلاً، ومع ذلك لا تقتلوا أولادكم، فإن الله عز وجل سوف يرزقكم أنتم لرفع حالة الفقر الموجودة فعلاً ، ويرزق معكم الأولاد: "وإياهم"..فقال نحن "نرزقكم" في حالة فقركم الآن، "وإياهم" أي الأولاد..
ولكن في الآية الثانية في سورة الإسراء فإن الله عز وجل يقول: "ولا تقتلوا أولادكم "خشية" إملاق..أي خوفاً من الفقر مستقبلاً عندما ترزقون بالأولاد.. أي أنكم الآن لستم في فقر، وإنما تخافون الفقر مستقبلاً.. فطمأنكم الله عز وجل أنه سيتكفل برزق هذا الذي سيأتي مستقبلاً وهو الولد ، وسيرزقكم معه إن شاء الله.. فقال نحن"نرزقهم" أي الأولاد "وإياكم"..
وبغير أن تعرف التفسير سيكون من الصعب جداً تذكر الخاتمة الصحيحة للآية..

مثال آخر للتشابه:..
ـ ما جاء في سورة البقرة:
"وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية، فكلوا منها حيث شئتم رغداً، وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة، نغفر لكم خطاياكم، وسنزيد المحسنين"..
ـ وما جاء في سورة الأعراف:
"وإذ قيل لهم ("قيل" بدلاً من "قلنا" وليس هناك "لهم") اسكنوا (بدلاً من "ادخلوا") هذه القرية وكلوا (بدلاً من "فكلوا") منها حيث شئتم (وليس هنا "رغداً" ) وقولوا حطة (وهي هنا مقدمة على "وادخلوا الباب سجداً") وادخلوا الباب سجداً، نغفر لكم خطيئتكم (بدلاً من "خطاياكم")، سنزيد (بدلاً من "وسنزيد") المحسنين"..

مثال ثالث:ـ
ما جاء في سورة آل عمران:..
"وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"..
ثم ما جاء في سورة الأنفال:..
"وما جعله الله إلا بشرى (بدون "لكم") ولتطمئن به قلوبكم (بدلاً من "قلوبكم به")، وما النصر إلا من عند الله، إن الله عزيز حكيم (بدلاً من "من عند الله العزيز الحكيم")..

مثال رابع:ـ
في سورة النحل:.
"وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
أما في سورة فاطر:.
"وترى الفلك فيه مواخر (بدلاً من"مواخر فيه") لتبتغوا (بدلاً من "ولتبتغوا") من فضله، ولعلكم تشكرون"..

مثال خامس:ـ
في سورة الأعراف:..
"قالوا أرجه وأخاه، وأرسل في المدائن حاشرين"..
وفي سورة الشعراء:..
"قالوا أرجه وأخاه، وابعث (بدلاً من "وأرسل") في المدائن حاشرين"..
مثال سادس:..
في سورة الكهف:..
"سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً "..
وفي سورة الكهف أيضاً :..
"ذلك (بدلاً من "سأنبئك") تأويل (بدلاً من "بتأويل") ما لم تسطع (بدلاً من "تستطع") عليه صبراً"..

مثال سابع متطابق تماماً :ـ
في سورة النمل:
"الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وهم بالآخرة هم يوقنون"..
وكذلك في سورة لقمان:
"الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وهم بالآخرة هم يوقنون"..
والمتشابهات في القرآن كثيرة جداً ، فهناك أكثر من ألفي آية فيها أحد أوجه التشابه!! لدرجة أن كتباً قد ألفت لتبحث فقط في المتشابهات ، والفروق بينها ، والحكمة من وراء الاختلاف الطفيف..

وفي هذه القاعدة أود أن أشير إلى أمرين:..
الأول: هو أنه لا ينبغي الالتفات إلى المتشابهات إلا بعد إتقان الحفظ تماماً، وإلا سيؤدي ذلك إلى اضطراب في الحفظ..
الثاني: أحياناً تجد صعوبة في البحث عن الآية المتشابهة في القرآن وهنا يمكنك الاستعانة بأحد هذه العوامل المساعدة لإيجاد الآية:.
1ـ المعجم المفهرس للقرآن الكريم..
2ـ القرآن الكريم المحمل على قرص كمبيوتر (c d )..
3ـ أحد حفاظ للقرآن الكريم..
القاعدة العاشرة
مسابقات حفظ القرآن الكريم

مسابقات حفظ القرآن الكريم من أروع الوسائل لتثبيت الحفظ.. فالإنسان بطبعه يتجه إلى الإتقان الشديد إن كان هناك امتحان.. كما أنه يسرع في الحفظ ويحرص على استغلال الأوقات إن كان هناك ميعاد محدد للامتحان.. وهذان الأمران، الإتقان والسرعة، يتحققان في مسابقات القرآن الكريم..
قال تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"..
ولكن عليك أن تجدد نيتك باستمرار، فلا تجعل همك هو الحصول على الجائزة، أو الظهور بأنك من الأوائل، ولكن اجعل نيتك واضحة وخالصة ، وهي أنك تريد الحفظ الجيد إرضاء لله عز وجل..

وإذا لم يكن هناك مسابقات رسمية في هذا الأمر، فلا مانع من أن تشجع المسجد الذي تصلي فيه، أو جهة العمل، أو المدرسة، أو الجامعة، أو النادي، أو حتى العمارة التي تسكن فيها ، على إقامة مثل هذه المسابقات، وبالذات للأطفال الذين يحتاجون إلى تشجيع بالجوائز..
وإذا كنت تحفظ مع مجموعة فلا مانع من أن تحددوا مواعيد دورية للتسميع، وعلى الذي يدير حلقة الحفظ أن يعد الهدايا البسيطة غير المتكلفة للحفاظ ، تشجيعاً لهم على الاستمرار في الحفظ، وتحميساً لمن فتر وقعد أن يكمل المشوار بجدية..
تذكر


القواعد المساعدة لحفظ القرآن الكريم


ـ ضع خطة واضحة ولتكن على مدار خمس سنوات
ـ ارتبط بمجموعة
ـ احمل مصحفاً صغيراً
ـ احرص على متابعة الإمام في الصلوات الجهرية
ـ ابدأ بالأجزاء السهلة
ـ حافظ على رسم واحد للمصحف
ـ لا تتجاوز مقرر الحفظ قبل إتقانه
ـ اجعل السورة وحدة واحدة قبل الانتقال إلى غيرها
ـ اعتني بالمتشابهات
ـ اشترك في مسابقات حفظ القرآن الكريم


 

رضا حسن السيد

فـــزْ بعلم تعشْ حيـّاً بــه أبـداً فالناسُ موتى وأهلُ العلم أحياءُ وقدرُ كل امرءِ ما كان يُحسنـُه والجاهلـون لأهل العلم أعـــــداءُ

0 التعليقات